لماذا لا يرحل أبو تريكة ؟!

أثارت مسألة احتراف أبو تريكة جدلا واسعا خلال الفترة القصيرة التى أثيرت فيها،وهو الجدل الطبيعى حدوثه لأننا نتحدث هنا عن أمير القلوب وراسم البسمة على شفاه المصريين البسطاء والذين نحن جميعنا منهم.

عروض خيالية انهالت على اللاعب وأموال إماراتية وسعودية وقطرية تم ضخها من أجل تحقيق هدف واحد وهو الظفر بخدمات الساحر أبو تريكة.

ولكن؛ فلننظر إلى المسألة بنظرة موضوعية دون تحيز للنادى الأهلى أو أتيان على حق أنسان لطالما أسعدنا وجعل الفرحة تسكن قلوبنا.

محمد محمد محمد أبو تريكة؛ لاعب فذ لا يحتاج لأن نتحدث عنه فهو معروف للجميع،جائه عرض خيالى من أهلى دبى الإماراتى سيوفر له 17 مليون جنيه سنويا،ولكن ماهى العوامل الإيجابية والسلبية المتوفرة فى مسألة تريكة والواجب دراستها لكى نتخذ قرار يضمن لجميع الأطراف الاستفادة الكاملة؟

سلبيات القضية :

الاحتراف الخليجى : منذ أوائل التسعينات والاحتراف الخليجى معروف أنه يحقق المال فقط ولا يساهم فى ارتفاع المستوى الفنى والأمثلة كثيرة ومعلومة للجميع ،وأحدثها هو أحسن لاعب فى كأس أمم أفريقيا 2008 حسنى عبد ربه الذى انتقل لأهلى دبى ليظهر جليا أمامنا مستواه الفنى والبدنى الذى انخفض كثير،فما بالكم لو أصبح المنتخب المصرى يعانى من انخفاض مستوى تريكة بجانب حسنى.

تفجر أزمة "إشمعنا" : احتراف تريكة سيفتح الباب أمام الكثير من لاعبى الأهلى للتحدث بشأن ضرورة احترافهم نظرا لما قدموه للأهلى ،فبركات وجمعة وأحمد حسن وأحمد فتحى "أبناء أدم" وليس ملائكة أو أنبياء،وسيكون من حقهم وقتها أن يحترفوا لتأمين مستقبلهم مثلما حدث مع تريكة.

وبناء عليه سيفقد الأهلى عموده الفقرى،مما سيفقده مستواه وبالتالى ستتأثر الكرة المصرية التى أثبتت أنها لا تفوق ولا تحقق الإنجازات إلا فى حالة فوقان الأهلى،وأمم أفريقيا 2006 و2008 خيردليل ،وأمم أفريقيا 2002 و2004 وتصفيات كأس العالم الحالية خير دليل أيضا.

الاتهام بالهروب : سيعطى احتراف أبو تريكة فى الوقت الحالى الذى يحتاج فيه النادى الأهلى تضافر جهود كل أبناءه والمخلصون له الفرصة لهواة الصيد فى الماء العكر لكى يعكروا صفو العلاقة الأكثر من ممتازة بين اللاعب والنادى الأهلى،بل قد تصل إلى حد اتهامه بالهروب فى الوقت الذى كان فيه الأهلى فى حاجة له،وسيصبح هو والحضرى فى نظر الجميع واحد.

ومن وجهة نظرى المتواضعة أرى أن جماهير الأهلى لن تسامح تريكة إذا أثر رحيله على النادى الأهلى ،لأن الجماهير لا تحب تريكة أو لاعب فى النادى بقدر ما تحب الأهلى ذاته،فالكيان هو الأهم من الأشخاص عند الملايين من محبى وعشاق الأهلى.

إيجابيات القضية:

المال الكثير : ملايين يورو للنادى الأهلى مقابل بيع لاعب يبلغ من العمر 30 عاما - أمامه فى الملاعب 3 مواسم أخرى على أقصى تقدير نظرا لطبيعة مركزه - كفيلة بتكرار تجربة مانشيستر يونايتد الذى باع نجم ورمز الفريق ديفيد بيكام لريال مدريد بمبلغ مالى طائل جعل اليونايتد يشترى 5 لاعبين صغار من بينهم كرستيانو رونالدو ودييجو فورلان وأخرين مكنوا المانيو من بناء فريق للمستقبل حقق للنادى فى 5 مواسم 3 ألقاب دورى انجليزى ولقب دورى أبطال أوروبا وكأس انجلترا وكأس الكارلينج.

تكريم أبو تريكة : السماح له بالاحتراف والحصول على المال الوفير الكفيل بتأمين مستقبله ،سيكون خير تكريم للاعب أصبح بالفعل رمزا من رموز النادى الأهلى ،على عكس بقائه الذى قد يضر الفريق عندما لانجد الساحر يلعب "بنفس".

ضرورة إيجاد بديل : سيضع رحيل أبو تريكة - النجم الأوحد للكرة المصرية حاليا - إدارة النادى الأهلى فى صراع لإيجاد بديل قادر على ربط وتجميع الفريق والتأثير عليه بالإيجاب وقيادته نحو البطولات،مما قد يتيح الفرصة لولادة مواهب جديدة فى سماء الكرة المصرية تفيد الأهلى والمنتخب الوطنى،وترفع من مستوى الدورى المصرى.

والآن؛ وبعد عرض إيجابيات وسلبيات القضية المثارة " احتراف أبو تريكة"،فما هو الحل الذى قد يحقق جزء من الإيجابيات ويجعلنا نتفادى جانب من السلبيات؟

الإعارة لمدة موسم؛ حل سيضمن لتريكة الحصول على المال الذى سيؤمن مستقبله وسيترتب عليه تكريم للاعب على مافعله للأهلى ،بجانب دخول 2 مليون يورو لخزينة الأهلى كفيلة بدعم الفريق بعناصر قوية للغاية.

الإعارة لمدة موسم؛ ستضمن عدم تأثر مستوى تريكة الفنى بما يضر مصلحة مصر والأهلى فيما بعد وستجعل نفسية اللاعب مرتاحة لمجرد خوضه تجربة احتراف كان يتمناها.

الإعارة لمدة موسم؛ ستجعل الأهلى يعتمد على المحمدى ومانجة وغيرهم الكثير مما قد يساهم فى ميلاد نجوم جدد،يكونون خير عون للأهلى حينما يعتزل أبو تريكة،كما أنه وقتها لن يجرؤ أحد على اتهام أمير قلوبنا بالهرب.

كلمة أخيرة: منى أنا كاتب المقال على الرغم من كل ما كتبته وطرحته فى المقال، إلا أننى أقولها من كل قلبى "أبو تريكة يا حبيبنا .. أوعى تمشى وتسيبنا" ، فقد أصبحت رمز للنادى وأحد عظمائه وأصبح الجمهور الأهلاوى الغفير يضعك فى مصاف أساطير الأهلى مثل صالح سليم والخطيب وثابت البطل وصالح الوحش وإكرامى ومحمد عبد الوهاب.